الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
واما ان ذلك من فضل الله عليهم وعلى الناس فلانهم ايدوا بالحق وهو افضل الفضل والناس في وسعهم ان يرجعوا إليهم فيفوزوا باتباعهم ويهتدوا بهداهم.واما ان اكثر الناس لا يشكرون فلانهم يكفرون بهذه النعمة وهى النبوة والرسالة فلا يعبؤون بها ولا يتبعون اهلها أو لانهم يكفرون بنعمة التوحيد ويتخذون لله سبحانه شركاء من الملائكة والجن والانس يعبدونهم من دون الله.هذا ما ذكره اكثر المفسرين في معنى الآية.ويبقى عليه شيء وهو ان التوحيد ونفى الشركاء ليس مما يرجع فيه إلى بيان النبوة فأنه مما يستقل به العقل وتقضى به الفطرة فلا معنى لعده فضلا على الناس من جهة الاتباع بل هم والانبياء في أمر التوحيد على مستوى واحد وشرع سواء ولو كفروا بالتوحيد فانما كفروا لعدم اجابتهم لنداء الفطرة لا لعدم اتباع الأنبياء.لكن يجب ان يعلم انه كما ان من الواجب في عناية الله سبحانه ان يجهز نوع الإنسان مضافا إلى الهامه من طريق العقل الخير والشر والتقوى والفجور بما يدرك به احكام دينه وقوانين شرعه وهو سبيل النبوة والوحى وقد تكرر توضيحه في ابحاثنا السابقة كذلك من الواجب في عنايته ان يجهز افرادا منه بنفوس طاهرة وقلوب سليمة مستقيمة على فطرتها الاصلية لازمة لتوحيده ممتنعة عن الشرك به يستبقي به أصل التوحيد عصرا بعد عصر ويحيى به روح السعادة جيلا بعد جيل والبرهان عليه هو البرهان على النبوة والوحى فان الواحد من الإنسان العادى لا يمتنع عليه الشرك ونسيان التوحيد والجائز على الواحد جائز على الجميع وفي تلبس الجميع بالشرك فساد النوع في غايته وبطلان الغرض الإلهى في خلقته.فمن الواجب ان يكون في النوع رجال متلبسون باخلاص التوحيد يقومون بأمره ويدافعون عنه وينبهون الناس عن رقدة الغفلة والجهالة بالقاء حججه وبث شواهده وآياته وبينهم وبين الناس رابطة التعليم والتعلم دون السوق والاتباع.وهذه النفوس ان كانت فهى نفوس الأنبياء والائمة عليه السلام وفى خلقهم وبعثهم فضل من الله سبحانه عليهم بتعليم توحيده لهم وعلى الناس بنصب من يذكرهم الحق الذي تقضى به فطرتهم ويدافع عن الحق تجاه غفلتهم وضلالتهم فان اشتغال الناس بالاعمال المادية ومزاولتهم للامور الحسية تجذبهم إلى اللذات الدنيوية وتحرضهم على الاخلاد إلى الأرض فتبعدهم عن المعنويات وتنسيهم ما في فطرهم من المعارف الإلهية ولولا رجال متألهون متولهون في الله الذين اخلصهم بخالصة ذكرى الدار في كل برهة من الزمان لا حيطت الأرض بالعماء وانقطع السبب الموصول بين الأرض والسماء وبطلت غاية الخلقة وساخت الأرض باهلها.ومن هنا يظهر ان الحق ان تنزل الآية على هذه الحقيقة فيكون معنى الآية لم يجعل لنا بتأييد من الله سبيل إلى ان نشرك بالله شيئا ذلك أي كوننا في امن من الشرك من فضل الله علينا لأنه الهدى الذي هو سعادة الإنسان وفوزه العظيم وعلى الناس لأن في ذلك تذكيرهم إذا نسوا وتنبيههم إذا غفلوا وتعليمهم إذا جهلوا وتقويمهم إذا عوجوا ولكن اكثر الناس لا يشكرون الله بل يكفرون بهذا الفضل فلا يعبؤون به ولا يقبلون عليه بل يعرضون عنه هذا.وذكر بعضهم في معنى الآية ان المشار إليه بقوله ذلك من فضل الله علينا الخ هو العلم بتأويل الاحاديث وهو كما ترى بعيد من سياق الآية قوله تعالى: {يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون خيرام الله الواحد القهار} لفظة الخير بحسب الوزن صفة من قولهم خار يخار خيره إذا انتخب واختار احد شيئين يتردد بينهما من حيث الفعل أو من حيث الاخذ بوجه فالخير منهما هو الذي يفضل على الاخر في صفة المطلوبية فيتعين الاخذ به فخير الفعلين هو المطلوب منهما الذي يتعين القيام به وخير الشيئين هو المطلوب منهما من جهة الاخذ به كخير المالين من جهة التمتع به وخير الدارين من جهة سكناها وخير الانسانين من جهة مصاحبته وخير الرأيين من جهة الاخذ به وخير الالهين من جهة عبادته ومن هنا ذكر اهل الأدب ان الخير في الأصل اخير افعل تفضيل والحقيقة انه صفة مشبهة تفيد بحسب المادة ما يفيده افعل التفضيل من الفضل في القياس.وبما مر يتبين ان قوله عليه السلام ءأرباب متفرقون خيرام الله الواحد القهار الخ مسوق لبيان الحجة على تعينه تعالى للعبادة إذا فرض تردد الأمر بينه وبين سائر الارباب التي تدعى من دون الله لا لبيان انه تعالى هو الحق الموجود دون غيره من الارباب أو انه تعالى هو الا له الذي تنتهى إليه الأشياء بدءا وعودا دونها أو غير ذلك فان الشيء انما يسمى خيرا من جهة طلبه وتعيينه بالاخذ به بنحو فقوله عليه السلام أهو خيرام سائر الارباب يريد به السؤال عن تعين احد الطرفين من جهة الاخذ به والاخذ بالرب هو عبادته.ثم انه عليه السلام سمى آلهتهم اربابا متفرقين لانهم كانوا يعبدون الملائكة وهم عندهم صفات الله سبحانه أو تعينات ذاته المقدسة التي تستند إليها جهات الخير والسعادة في العالم فيفرقون بين الصفات بتنظيمها طولا وعرضا ويعبدون كلا بما يخصه من الشأن فهناك إله العلم واله القدرة واله السماء واله الأرض واله الحسن واله الحب واله الا من والخصب وغير ذلك ويعبدون الجن وهم مبادئ الشر في العالم كالموت والفناء والفقر والقبح والا لم والغم وغير ذلك ويعبدون افرادا كالكملين من الاولياء والجبابرة من السلاطين والملوك وغيرهم وهم جميعا متفرقون من حيث اعيانهم ومن حيث اصنامهم والتماثيل المتخذة لهم المنصوبة للتوجه بها إليهم.وقابل الارباب المتفرقين بذكر الله عز اسمه ووصفه بالواحد القهار حيث قال ام الله الواحد القهار فالكلمة تفيد بحسب المعنى خلاف ما يفيده قوله: {ءأرباب متفرقون} لضرورة التقابل بين طرفي الترديد.فالله علم بالغلبة يراد به الذات المقدسة الإلهية التي هي حقيقة لا سبيل للبطلان إليه ووجود لا يتطرق العدم والفناء إليه والوجود الذي هذا شأنه لا يمكن ان يفرض له حد محدود ولا امد ممدود لأن كل محدود فهو معدوم وراء حده والممدود باطل بعد امده فهو تعالى ذات غير محدود ووجود غير متناه بحب وإذا كان كذلك لم يمكن ان يفرض له صفة خارجة عن ذاته مباينة لنفسه كما هو الحال في صفاته لتأدية هذه المغايرة إلى كونه تعالى محدودا غير موجود في ظرف الصفة وفاقرا لا يجد الصفة في ذاته ولم يمكن أيضا فرض المغايرة والبينونة بين صفاته الذاتية كالحياة والعلم والقدرة لأن ذلك يؤدى إلى وجود حدود في داخل الذات لا يوجد ما في داخل حد في خارجه فيتغاير الذات والصفات ويتكثر جميعا ويحد وهذا كله مما اعترفت به الوثنية على ما بايدينا من معارفهم.فمما لا يتطرق إليه الشك عند المثبتين لوجود الا له سبحانه لو تفطنوا ان الله سبحانه موجود في نفسه ثابت بذاته لا موجود بهذا النعت غيره وان ما له من صفات الكمال فهو عينه غير زائد عليه ولا بعض صفات كما له صفات زائد على بعض فهو علم وقدرة وحياة بعينه.فهو تعالى احدى الذات والصفات أي انه واحد في وجوده بذاته ليس قباله شيء الا موجودا به لا مستقلا بالوجود وواحد في صفاته أي ليس هناك صفة له حقيقية إلا أن تكون عين الذات فهو الذي يقهر كل شيء لا يقهره شئ.والاشارة إلى هذا كله هي التي دعته عليه السلام ان يصف الله سبحانه بالواحد القهار حيث قال: {ام الله الواحد القهار} أي انه تعالى واحد لكن لا واحد عددي إذا اضيف إليه آخر صار اثنين بل واحد لا يمكن ان يفرض قباله ذات الا وهى موجودة به لا بنفسها ولا ان يفرض قباله صفة له الا وهى عينه والا صارت باطلة كل ذلك لأنه بحث غير محدود بحد ولا منته إلى نهاية.وقد تمت الحجة على الخصم منه عليه السلام في هذا السؤال بما وصف الارباب بكونهم متفرقين واياه تعالى بالواحد القهار لأن كون ذاته المتعالية واحدا قهارا يبطل التفرقة أي تفرقة مفروضة بين الذات والصفات فالذات عين الصفات والصفات بعضها عين بعض فمن عبد الذات عبد الذات والصفات ومن عبد علمه فقد عبد ذاته وان عبد علمه ولم يعبد ذاته فلم يعبد لا علمه ولا ذاته وعلى هذا القياس.فإذا فرض تردد العبادة بين ارباب متفرقين وبين الله الواحد القهار تعالى وتقدس تعينت عبادته دونهم إذ لا يمكن فرض ارباب متفرقين ولا تفرقة في العبادة.نعم يبقى هناك شيء وهو الذي يعتمد عليه عامة الوثنية من ان الله سبحانه اجل وارفع ذاتا من ان تحيط به عقولنا أو يناله افهامنا فلا يمكننا التوجه إليه بعبادته ولا يسعنا التقرب منه بعبوديته والخضوع له والذى يسعنا هو ان نتقرب بالعبادة إلى بعض مخلوقاته الشريفة التي هي مؤثرات في تدبير النظام العالمي حتى يقربونا منه ويشفعوا لنا عنده فاشار عليه السلام في الشطر الثاني من كلامه اعني قوله ما تعبدون من دونه الا اسماء الخ إلى دفعه.قوله تعالى: {ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم وآباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ان الحكم الا لله أمر ان لا تعبدوا الا اياه} الخ بدء عليه السلام بخطاب صاحبيه في السجن اولا ثم عمم الخطاب للجميع لأن الحكم مشترك بينهما وبين غيرهما من عبدة الاوثان.ونفى العبادة الا عن الأسماء كناية عن انه لا مسميات وراء هذه الأسماء فتقع العبادة في مقابل الأسماء كلفظة اله السماء واله الأرض واله البحر واله البر والاب والام وابن الا له ونظائر ذلك.وقد اكد كون هذه الأسماء ليس وراءها مسميات بقوله انتم وآباؤكم فانه في معنى الحصر أي لم يضع هذه الاسامي احد غيركم بل انتم وآباؤكم وضعتموها ثم اكده ثانيا بقوله ما انزل الله بها من سلطان والسلطان هو البرهان لتسلطه على العقول اي ما انزل الله بهذه الأسماء أو بهذه التسمية من برهان يدل على ان لها مسميات وراءها وحينئذ كان يثبت لها الألوهية أي المعبودية فصحت عبادتكم لها.ومن الجائز ان يكون ضمير بها عائدا إلى العبادة أي ما انزل الله حجة على عبادتها بان يثبت لها شفاعة واستقلالا في التأثير حتى تصح عبادتها والتوجه إليها فان الأمر الى الله على كل حال واليه اشار بقوله بعده: {ان الحكم الا لله}.وهو اعني قوله ان الحكم الا لله مما لا ريب فيه البتة إذ الحكم في أمر ما لا يستقيم الا ممن يملك تمام التصرف ولا مالك للتصرف والتدبير في امور العالم وتربية العباد حقيقة الا الله سبحانه فلا حكم بحقيقة المعنى الا له.وهو اعني قوله ان الحكم الا لله مفيد فيما قبله وما بعده صالح لتعليلهما معا اما فائدته في قوله قبل ما انزل الله بها من سلطان فقد ظهرت آنفا واما فائدته في قوله بعد أمر الا تعبدوا الا اياه فلانه متضمن لجانب اثبات الحكم كما ان قوله قبل ما انزل الله بها من سلطان متضمن لجانب السلب وحكمه تعالى نافذ في الجانبين معا فكأنه لما قيل ما انزل الله بها من سلطان قيل فماذا حكم به في أمر العبادة فقيل أمر الا تعبدوا الا اياه ولذلك جئ بالفعل.ومعنى الآية والله اعلم ما تعبدون من دون الله الا اسماء خالية عن المسميات لم يضعها الا انتم وآباؤكم من غير ان ينزل الله سبحانه من عنده برهانا يدل على ان لها شفاعة عند الله أو شيئا من الاستقلال في التأثير حتى يصح لكم دعوى عبادتها لنيل شفاعتها أو طمعا في خيرها أو خوفا من شرها.واما قوله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون فيشير به إلى ما ذكره من توحيد الله ونفى الشريك عنه والقيم هو القائم بالأمر القوى على تدبيره أو القائم على ساقه غير المتزلزل والمتضعضع والمعنى ان دين التوحيد وحده هو القوى على ادارة المجتمع وسوقه إلى منزل السعادة والدين المحكم غير المتزلزل الذي فيه الرشد من غير غى والحقية من غير بطلان ولكن اكثر الناس لا نسهم بالحس والمحسوس وانهما كهم في زخارف الدنيا الفانية حرموا سلامة القلب واستقامة العقل لا يعلمون ذلك وانما يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة معرضون.اما ان التوحيد دين فيه الرشد ومطابقة الواقع فيكفى في بيانه ما اقامه عليه السلام من البرهان واما انه هو القوى على ادارة المجتمع الإنساني فلان هذا النوع انما يسعد في مسير حياته إذا بنى سنن حياته واحكام معاشه على مبنى حق مطابق للواقع فسار عليها لا إذا بناها على مبنى باطل خرافي لا يعتمد على أصل ثابت.فقد بان من جميع ما تقدم ان الآيتين جميعا اعني قوله يا صاحبي السجن إلى قوله الا تعبدوا الا اياه برهان واحد على توحيد العبادة محصله ان عبادة المعبود ان كانت لا لوهيته في نفسه ووجوب وجوده بذاته فالله سبحانه في وجوده واحد قهار لا يتصور له ثان ولا مع تأثيره مؤثر آخر فلا معنى لتعدد الالهة وان كانت لكون آلهة غير الله شركاء له شفعاء عنده فلا دليل على ثبوت الشفاعة لهم من قبل الله سبحانه بل الدليل على خلافه فان الله حكم من طريق العقل وبلسان انبيائه ان لا يعبد الا هو.وبذلك يظهر فساد ما اورده البيضاوى في تفسيره تبعا للكشاف ان الآيتين تتضمنان دليلين على التوحيد فما في الأولى وهو قوله: {أأرباب متفرقون خيرام الله الواحد القهار} دليل خطابي وما في الثانية وهو قوله ما تعبدون من دونه الا اسماء الخ برهان تام قال البيضاوى وهذا من التدرج في الدعوة والزام الحجة بين لهم اولا رجحان التوحيد على اتخاذ الالهة على طريق الخطابة ثم برهن على ان ما يسمونها آلهة ويعبدونها لا تستحق الإلهية فان استحقاق العبادة اما بالذات واما بالغير وكلا القسمين منتف عنهما ثم نص على ما هو الحق القويم والدين المستقيم الذي لا يقتضى العقل غيره ولا يرتضى العلم دونه انتهى.ولعل الذي حداه إلى ذلك ما في الآية الأولى من لفظة الخير فاستظهر منه الرجحان الخطابى وقد فاته ما فيها من قيد الواحد القهار وقد عرفت تقرير ما تتضمنه الايتان من البرهان وان الذي ذكره من معنى الآية الثانية هو مدلول مجموع الآيتين دون الثانية فحسب.وربما يقرر مدلول الآيتين برهانين على التوحيد بوجه آخر ملخصه ان الله الواحد الذي يقهر بقدرته الأسباب المتفرقة التي تفعل في الكون ويسوقها على تلائم آثارها المتفرقة المتنوعة بعضها مع بعض حتى ينتظم منها نظام واحد غير متناقض الاطراف كما هو المشهود من وحدة النظام وتوافق الأسباب خير من ارباب متفرقين تترشح منها لتفرقها ومضادتها انظمة مختلفة وتدابير متضادة تؤدى إلى انفصام وحدة النظام الكونى وفساد التدبير الواحد العمومي.ثم الالهة المعبودة من دون الله اسماء لا دليل على وجود مسمياتها في الخارج بتسميتكم لا من جانب العقل ولا من جانب النقل لأن العقل لا يدل إلا على التوحيد والانبياء لم يؤمروا من جهة الوحى الا بان لا يعبد الا الله وحده انتهى.وهذا التقرير كما ترى ينزل الآية الأولى على معنى قوله تعالى: {لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا} الأنبياء: 22 ويعمم الآية الثانية على نفى الوهية آلهة الا الله بذاتها ونفى الوهيتها من جهة اذن الله في شفاعتها.ويرد عليه اولا ان فيه تقييدا لاطلاق قوله القهار من غير مقيد فان الله سبحانه كما يقهر الأسباب في تأثيرها يقهر كل شيء في ذاته وصفته وآثاره فلا ثانى له في وجوده ولا ثانى له في استقلاله في نفسه وفي تأثيره فلا يتأتى مع وحدته القاهرة على الإطلاق ان يفرض شيء يستقل عنه في وجوده ولا أمر يستقل عنه في امره والاله الذي يفرض دونه اما مستقل عنه في ذاته وآثار ذاته جميعا واما مستقل عنه في آثار ذاته فحسب وكلا الامرين محال كما ظهر.وثانيا ان فيه تعميما لخصوص الآية الثانية من غير معمم فان الآية كما عرفت تنيط كونها آلهة باذن الله وحكمه كما هو ظاهر قوله: {ما انزل الله بها من سلطان ان الحكم الا لله} الخ ومن الواضح ان هذه الألوهية المنوطة باذنه تعالى وحكمه الوهية شفاعة لا الوهية ذاتية أي الوهية بالغير لا ما هو اعم من الألوهية بالذات وبالغير جميعا.
|